قال الله : ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ... الآية ﴾ [طه: 132].
قال - صلى الله عليه وسلم -: ((كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته،
فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله
وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها
وهي مسؤولة عن رعيتها))؛ الحديث رواه البخاري ومسلم.
إن الأسرة هي الخلية التي تكون المجتمع،
لذلك فالأسرة بأفرادها هي المؤثر الأساسي على المجتمع،
فبصلاحها ينصلح حال المجتمع ويرتقي ويزدهر ،
وبتراجعها وإنحرافها ينحط المجتمع ويكثر به الفساد .
لذلك أوصانا الله بتنشئة أسرة صالحة لنكون خير أمة أخرجت للناس،
فأمر عزوجل كل راع بأن يحسن رعاية من هو مسؤول عنهم .
إن واجبنا كأفراد في أسرة واحدة أن نوجه النصح لباقي أفراد أسرتنا،
وأن نتولى توجيههم لما فيه صلاح ورقي لهم ولأمتنا الإسلامية .
سواء في الأمور الدنوية أو الدينية،
ولقد أردت في هذا المقام أن أخص بالذكر الجانب الديني .
إذ لاحظنا مؤخرا أن بعض الآباء والأمهات هداهم الله لا يهتمون بهذا الجانب،
إذ يتناسون أن الله أمرهم بأن يعلموا أبنائهم الصلاة وباقي العبادات
منذ صغرهم و نعومة أظافرهم، وأن يحاسبوهم على التقصير بحسب تقدمه في العمر،
وأحيانا يجب أن تكون هناك صرامة في مثل هذه الأمور .
فلا يتركوا لهم الحرية في القيام أو الترك. فهم أمانة عندهم .
حتى أنه هناك مرحلة من حياة الشخص (الطفولة تحت سن السابعة) تكون للعب ،
ولا يكون الفرد خلالها مكلفا، الا أنه يستحب للأبوين أن يعلمانه أمور دينه
عن طريق اللعب و الصور و القصص المختلفة ..
لتسهل عليهما الأمور في باقي مراحل حياتهم القادمة إن شاء الله .
إن الأبناء يكونون دخرا لآبائهم وسببا لدخولهم الجنة كما ورد في الحديث الشريف،
قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا مات ابن آدم، انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له))؛ رواه مسلم، وغيره.
وأيضا قال - تعالى -: ﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ
ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ﴾ [الطور: 21].
0 التعليقات:
إرسال تعليق