رغم أن أول رحلة إلى المريخ برواد من البشر لن تحدث قبل عدة سنوات، فالاستعداد
لها يجري من الآن، ابتداء من نوع السفينة ، وحجم الغذاء والماء الذي تحمله، حتى
نوع الثياب القادرة على مواجهة مناخ وبيئة هذا الكوكب، خصوصا عواصفه الترابية
الهائلة.
هذه العواصف تسيطر على جو المريخ، تهب عليه بلا توقف من ملايين السنين، وتضرب
صخوره وتحولها إلى غبار ناعم، فكيف يستطيع الرواد مواجهتها رغم ان قوتها وما تحمله
من رمال، تخلق نوعا من الكهرباء الاستاتيكية، قد تؤثر أو تدمر الأجهزة الحيوية في
السفينة أو ثياب الرواد؟
الإجابة استلزمت القيام بتجربة مهمة، هي ارتداء أحد الخبراء ثوبا شبيها بما
سيرتديه زائر المريخ، ثم اقتحامه لقلب عاصفة ترابية في صحراء "موهافي"
الأمريكية، ووصفه لما يحدث عبر أجهزة لاسلكية إلى المشرفين على التجربة.
جاء وصفه في قلب العاصفة معبرا عن أخطارها.. الرمال الدقيقة بحركتها السريعة
تحولت إلى ما يشبه طلقات الرصاص، وبعض الأجهزة في ثيابه تعطلت، مما دفع المشرفين
إلى الاكتفاء بما تم وحمل الرائد خارجها.
رغم النتائج السلبية لهذه التجربة، فإنها قدمت للعلماء درسا مفيدا لكيفية
التغلب على العواصف الغبارية على المريخ، بثياب وأجهزة أحدث وأقوى.
0 التعليقات:
إرسال تعليق